كتاب 40 خطأ في نظرية التطور







بقلم : جميلة محمد

بعد نصف قرن من ظهور نظرية التطور لا تزال النظرية تثير جدلا كبيرا بسبب التفسيرات الناقصة التي طرحتها حول أصل الكائنات الواحد و التحولات من نوع إلى آخر.
و الدارس بعقل لتلك النظرية بالموافقة مع العلوم الحية الموجودة يدرك يقينا أنها مجرد تخيلات لا أكثر فعلى سبيل المثال لا الحصر لا يوجد كائنات إنتقالية بين الأنواع، قد يكفي لدحض النظرية ولكن داروين و أتباعه يظنون أن عدم وجودها لا يعني أن النظرية خطأ بل أن السجل الاحفوري ناقص و البشرية بأكملها لن تستطيع نفي النظرية و بالتالي فهي صحيحة.
الخلاصة: النظرية مبنية على تخيلات تعتمد على المجهول و غير الموجود في كل شيء، و بالتالي في نظر الداروينيين،  فإن غير الموجود هذا هو ما يثبت صحة نظريتهم مادامت لم تستطع البشرية الوصول إليه.

من بين الأساسيات التي تقوم عليها نظرية التطور، الإنتخاب الطبيعي الذي يقوم بدوره على الصدفة المحضة و الطفرات العبثية المفاجئة.
من الجميل اني ادرس علم الأحياء و معرفة التفاصيل التي تحدث في أجسام الكائنات الحية بدءا من تشكل البروتينات إلى تشكل الأعضاء الكاملة و الجسم الكامل يتيح لي فهم مدى عبثية هذه النظرية. فليس من العقل أبدا أن نقول أن الخلية تشكلت بالصدفة، حيث وجدت مكوناتها فتراكبت مع بعضها بتلك الطريقة العجيبة لتكون أهم مصنع في جسم الكائن الحي، فالخلية لوحدها تحتوي على العديد من المكونات،  من جزيئات الطاقة ( الميتوكوندري) إلى النواة بمادتها الوراثية ( ٤٦ صبغيا ) إلى جهاز غولجي الذي يعطي الشكل النهائي للبروتين إلى السيتوبلازم و غلاف الخلية، ناهيك عن العديد من المكونات الأخرى التي تدخل في استنساخ المادة الوراثية و ترجمتها و تحويلها إلى بروتين كامل ذو بنيات مختلفة.
فكيف للصدفة أن تصنع خلية تحتوي على كل المادة الوراثية، و تصنع كل البروتينات التي يحتاجها الجسم لتدخل في وظائف أخرى، و إن أصغر خطأ في تركيبة الجينات يؤدي إلى كوارث كبرى،  أهمها السرطان، لقبول نظرية التطور يعني أن تقبل أن تكون مسرطنا دوما اعتمادا على الصدفة التي صنعت خليتك.

كما تم ذكره فإن نظرية التطور قائمة على الصدفة المحضة، وهناك أيضا بعض التفسيرات يتبناها الملحدون و مؤيدوا النظرية و التي تعتقد بوجود كائنات من الفضاء الخارجي هي التي أوجدت الحياة في أرضنا، فكعادتهم سلموا الأمور للمجهول فقط لينكروا وجود الخالق، فلو كان كذلك فعلا فإن هذا سيفتح السؤال الأهم: من الذي خلق هذه الكائنات؟ و بالتالي فالموضوع لا يتوقف عند هذا الحد.
كان اكتشاف جزيئة DNA أفضل دليل دفع بعض العلماء العدول عن النظرية و فكرة الصدفة،  فتشفير موجود في تلك الجزيئة يستحيل أن يتواجد بالصدفة، فالأمر سيكون أشبه بتشكل طائرة بالصدفة أيضا،  وهذا ما يقبله الملحدون أنفسهم،  فكيف ينسبون وجود الخلق والكون كله للصدفة؟؟

الطفرات هي تغيرات تطرأ على المادة الوراثية( الجينوم) فتلغي وظيفة بروتين ما أو تحدث خلالا في وظيفته.
هذه الطفرات يستخدمها الداروينيون كحجة على إمكانية الانتقال من نوع لآخر لأنها تحدث بروتينا جديدا ولكن هذا خطأ فادح و عذر أقبح من ذنب. فلم يثبت أبدا ذلك و إنما هي تغيرات وظيفية تحدث في البروتين فينتج عنه صفات مختلفة ولكن ليست جديدة،  مثالا على ذلك الذبابة التي أجريت عليها الأبحاث،  نتج عن الطفرات المحدثة فيها، إما أجنحة طويلة أو مجعدة أو قصيرة عن المعتادلكن لم ينتج أبدا نوع جديد من الأجنحة٣او شيء آخر مكانها.
و الطفرات يمكن توضيحها بالمثال التالي: فإن لدي 3 أحرف( قواعد جينية) يمكنني أن أشكل منها كلمات(البروتين) بترتيب أحرف مختلف ، تختلف في المعنى( الوظيفة) و لكنها تبقى كلمات( بروتينات)  من نفس الأحرف،  فإن كانت الأحرف : ب ح ر فلن تنتج عنهم كلمة قط أو كلب أو  فراشة مثلا، و كذلك البروتينات تعتمد على الأحرف الموجودة و لن تكون شيئا جديدا خارجا عن المعتاد.

من بين اكتشافات التطويريين المشكك فيها نسبة التشابه التسعة و التسعين بالمئة بيت الإنسان و الشمبانزي، و قد اعتمدوا في ذلك على تسخين الDNA ثم تحفيزه على التراص بفضل القواعد الآزوتية فكان ذلك، و لكن في العلم هذا لا يعني بالضرورة أن الإنسان و الشمبانزي من سلالة واحدة، ولكنهم استخدموا ذلك للتأكيد.
يعتبر التشابه بين جينات الكائنات الحية أمرا حتميا في السلسلة الغذائية،  فلو كان للبروتينات الحيوانية و النباتية تركيب مختلف ( و البروتين يشفر بالجينوم) لما تناسب الطعام مع آكله و لأصبح سما له. كما أن نسبة التشابه بين الشمبانزي و الدجاج ٩٠ بالمئة فهذا يعني أن الشمبانزي و الدجاج  من سلالة واحدة؟
العينات التي تم إجراء التجارب عليها كانت حوالي ٤٠ بروتينا من أصل مئة ألف فتم تعميم الدراسة، فهل يمكن للصدفة أن تعمم على جميع الخلق؟

تعتمد نظرية التطور كأحد أدلتها على التشابهات الخارجية الكائنات الحية، و لكن حين ندرس ذلك نجد أن هذه التشابهات مختارة للغاية و بالتالي سنشك في كيفية اختيارها. فالشعب بين الإنسان و القرد أحد ذلك و وجود الأجنحة لدى الطيور و الحشرات أيضا،  و لكن لو اعتمدنا على المتشابهات الخارجية فيجب أن نذكر بعض الأمور:
التشابه بين عين الإنسان و عين الاخطبوط موجود و لكن البنية التشريحية لكليهما مختلفة تماما، و تقنية السونار لدى الدلفين تختلف عنها لدى الخفاش فكيف يمكن الاعتماد على التشابه الخارجي رغم الاختلاف الداخلي؟
إذا فهي مجرد حيلة تستعمل لتأكيد النظرية ولكنها تحوي الكثير من الثغرات التي تتعارض مع النظرية أصلا.

يقول داروين أنه لا يمكن للعالم أن يقفز فجأة،  يقصد أنه لن تظهر أشكال جديدة للحياة فجأة لأن العالم شجرة كبيرة تنتهي إلى كائن واحد. ولكن الإنفجار الكامبري نفى ذلك و أبطله،  فقد ظهرت في ذلك العصر أنواع كائنات حية هي أصل التنوع الرئيسي فجأة،  ولازالت إلى اليوم ، ولم تكن موجودة قبل ذلك اليوم، فلم يتم العثور على كائنات تشبهها من قبل أو لها بعض الخصائص ولا كائنات إنتقالية، و الظهور الفجائي لا يعني إلا شيئا واحدا، الخلق.
فحسب نظرية داروين الكائنات الحالية هي نتاج تطور تدريجي، ولكن وجودها الفجائي هو ” المعجزة”، و هي المعجزة التي لا يعترف بها أنصار الداروينية إلى اليوم.

تقوم نظرية التطور على التمييز و التفرقة الجنسية،  فيصنف لديها الرجل الابيض كعرق أعلى مقارنة بالرجل الأسود،  و يصنف الرجل كمخلوق أفضل بيولوجيا من المرأة،  وهي لا تصلح إلا لأعمال البيت و التسلية،  وهي في البيت أفضل من الكلب.
هذا ما تبنته بعض القوى الدكتاتورية كالفاشية و الستالينية و أهمها النازية، فخاضت حروبا قتلك نصف سكان العالم من أجل تمكين عرق على عرق آخر في نظرهم هو أدنى درجة، فقام هتلر بتعقيم( من العقم) العديد من المرضى العقليين كي لا يتمكنوا من الإنجاب، مطبقا بذلك الانتخاب الطبيعي  حتى لا تنتقل صفاتهم باعتبار أن البقاء للأقوى و الأصلح، و قد كان حديث العالم لسنوات وصول باراك اوباما للبيت الأبيض باعتباره رجلا أسودا، لأن العنصرية ما تزال متجذرة في الفرد الأمريكي من اكتشافه لتلك الرقعة و إبادة السكان المحليين فيها.

كل ما يوجد في جسم الإنسان من  تعقيد محكم لا يدل إلا على حتمية الخلق، فلا تشفر الخلية بالصدفة و لا يحدث تكاثر الأزهار عن طريق النحل الناقل لحبوب الطلع من زهرة لأخرى بالصدفة، كما لا يمكن لطائرة أن تتشكل بالصدفة و تبرمج تلقائيا و تنتخب طبيعيا، لا يحدث هذا مع الكائنات الحية أيضا، أعقد خلق الله صنعا،و لكن الداروينيون يرفضون نظرية الخلق تماما و حسن يوجهون للحديث عن التعقيد فهم يتجنبون ذلك و يتحدثون بسطحية و هن الأمور الأكثر بساطة، هروبا من الحقيقة التي لا يريدون الإعتراف بها، و حفاظا على الجدل الذي يثيرنه في كل مرة،فذرهم في طغيانهم يعمهون.


Hey!

I’m Bedrock. Discover the ultimate Minetest resource – your go-to guide for expert tutorials, stunning mods, and exclusive stories. Elevate your game with insider knowledge and tips from seasoned Minetest enthusiasts.

Join the club

Stay updated with our latest tips and other news by joining our newsletter.

روابط

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ