شيء كنت مرتبطًا به بشدة في شبابي

عندما كنت شابًا، كنت مرتبطًا بشكل لا يُصدق بدراجتي الهوائية. كانت تلك الدراجة الصغيرة ذات الإطار الأحمر اللامع والعجلات السوداء الوسيلة التي منحتني شعور الحرية الأول. كنت أقضي ساعات طويلة أتجول بها في الحي، أكتشف الأزقة الضيقة وأشعر بملمس الرياح على وجهي، وكأنني أملك العالم. كانت الدراجة رفيقة المغامرات، سواء في الصباح المشمس أو في ساعات الغروب الهادئة، حيث كان صوت العجلات على الطرقات الرملية ينساب كأنشودة لا تُنسى.

مع مرور السنوات، وبتقدمي في العمر، تحوّل اهتمامي إلى أشياء أخرى، مثل الدراسة والعمل، وبدأت الدراجة تفقد مكانها في حياتي. أصبحت مركونة في زاوية المرآب، مغطاة بالغبار، شاهدة على ذكريات بعيدة. في أحد الأيام قررت التبرع بها لطفل في الحي يحتاجها. رغم شعوري بالحزن لفراقها، شعرت بالسعادة لأن مغامراتها ستستمر مع شخص آخر.

لكن تلك العلاقة لم تختفِ تمامًا. كلما رأيت طفلاً يركب دراجته اليوم، أجد نفسي أبتسم، وأستعيد لحظات الطفولة النقية التي جعلت الدراجة أكثر من مجرد وسيلة نقل؛ جعلتها بوابة لحياة مليئة بالشغف والاكتشاف.

الصورة المرفقة